« الطوبيسات ».. قنابل موقوتة تهدد حياة البيضاويين

يأمل سكان البيضاء إلى التوصل لحل لمشكل تردي خدمات النقل العمومي الذي أصبح هاجسا يقض مضجعهم، تزامنا حلول شهر رمضان، الذي تزداد فيه حركة السير،خاصة مع وجود أشغال تهيئة وإصلاح في جل شوارع المدينة الأكثر كثافة في المغرب. ويعيش البيضاويون يوميا كابوسا يحاصر تحركاتهم داخل العاصمة الاقتصادية، خاصة في ظل وجود حافلات قديمة ومهترئة، لا تحترم شروط سلامة الركاب المتنقلين على متنها إلى وجهاتهم. حيث تسببت غير ما مرة في وقوع حوادث كادت إحداها تودي بحياة من كانوا على مثنها « لولا الألطاف اللاهية » تقول إحدى السيدات التي كانت ضمن الركاب. ويعود سبب تردي خدمات شركات النقل بالبيضاء إلى أزمة على مستوى تدبير هذا القطاع ، مما يشكل خطرا على حياة البيضاويين، بالنظر إلى حجم خطورة هذه الحافلات التي تجول مختلف طرقات المدينة الاقتصادية في ما يشبه « قنبلة موقوتة » يمكن أن تنفجر في أي لحظة وفقا لتعبير أحد مستعملي الطريق. وكانت أبرز الحوادث التي خلفت صدمة وجدلا كبيرين وسط عدد من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي، احتراق حافلة بأكملها تقريبا وفرار الركاب وسط حالة من الدعر. « هادشي ماشي شي فيلم..هذا طوبيس  فكازا شعلات فيه العافية..  » تقول إحدى التغريدات على »الفايسبوك » تعليقا على الواقعة. كما عاينت « فبراير » حوادث متعددة، كادت إحداها أن تتسبب في انفجار حافلة الخط 11 بالقرب من « دار التوزاني » ، بعد اندلاع النيران بشكل مفاجئ داخل الحافلة ما تسبب في هرع وخوف وسط الركاب، مما دفع السائق إلى التوقف. وتم رصد حالات اخرى لمشاهد توقف الحافلات في وسط الطريق حتى أن أحد السائقين قال إن « هذه المشاهد أصبحت مألوفة » وذلك في انتظار أن تتدخل الشركة لحل العطل الذي يتسبب في هذا الوقوف الاضطراري. وقال أحد الركاب في تصريح لـ « فبراير » إن حافلات « نقل المدينة »، « ليست صالحة للاستعمال »، بعد أن حضر واقعة تسرب الوقود من محرك العربة التي كانت متوجهة إلى كلية العلوم الاقتصادية طريق جديدة، ما أثار انتباه أحد مستعملي الطريق الذي نبه السائق، مضيفا أنه « كان من الممكن أن تتطور الأمور في حالة وجود أي شرارة ». من جهته أكد محمد أبو الرحيم، المكلف بالنقل والتنقلات داخل جماعة الدار البيضاء، في جوابه عن سؤالنا حول الإجراءات التي اتخذت لتجاوز هذه الأزمة، التي أصبحت تشكل كابوسا بالنسبة للبيضاويين ، قال إن « مؤسسة التعاون بين الجماعات » وهي تجمع للجماعات المحيطة بالدار البيضاء ومن مهامها تدبير قطاع النقل، « لا يمكن أن تتدخل لحل الأزمة »، مادام العقد الذي يجمع الشركة بجماعات المدينة « ساري المفعول إلى غاية نهاية شهر أكتوبر 2019. » وأكد المتحدث ذاته أن « المؤسسة ( التعاون بين الجماعات) قررت عدم تجديد العقد وذلك بناء على مجموعة من الاختلالات التي تمت معاينتها من قبيل أسطول الشركة الذي أصبح قديما وغير كافي للاستجابة لمتطلبات ساكنة البيضاء. وحمل أبوالرحيم « الشركة مسؤولية ما آلت إليه الأمور » ، مشددا على أن المؤسسة « تمارس ضغوطا علـى  » نقل المدينة »، حيث « تمت مراسلتها مئات المرات لحثها على تحسين جودة خدماتها في إطار ما يسمح به القانون » وفقا لتعبير المتحدث. وعن سؤالنا حول إمكانية محاسبة هذه الشركة التي أخلت بمجمل بنود العقد الذي يجمعها ب »مؤسسة التعاون بين الجماعات » وفق تقرير مجلس الأعلى للحسابات سنة 2011، أكد أن الملف مطروح لدى المحاكم في انتظار البث فيه. وشدد أبو رحيم أن « المؤسسة تشتغل بشكل أساسي لخروج دفتر التحملات إلى حيز الوجود في أقرب وقت حيث يمكن لشركات جديدة تسلم هذا القطاع « ، مع التشديد على ضرورة وفائها ببنود العقد الجديد الذي سيراعى فيه مصلحة المواطن » . « الطوبيسات ».. قنابل موقوتة تهدد حياة البيضاويين Maroc News | .