خطة البيت الأبيض لتعزيز تتبع متغيرات فيروس كورونا







أعلن البيت الأبيض يوم الجمعة الماضي  عن خطة بقيمة حوالي 2مليار دولار لتوسيع وتحسين قدرة البلاد على تتبع متغيرات فيروس كورونا، حيث قال خبراء الصحة العامة أن هناك حاجة ماسة لمحاربة المتغيرات التي يمكنها أن تسبب موجة أخرى أو تقوض فعالية اللقاحات. سيذهب أكثر من نصف التمويل، أي ما يقارب مليار دولار إلى مراكز مكافحة الأمراض و الوقاية منها و الدول لمراقبة هذه المتغيرات من خلال فحص عينات اختبار الفيروس الايجابية. يعتمد التتبع على التسلسل الجينوم، حيث يقرأ الباحثون كل حرف جيني في جينوم الفيروس التاجي لمعرفة ما اذا كان الفيروس ينتمي إلى سلالة معروفة أم أنه متغير جديد بطفرات جديدة. وقال البيت الأبيض “إن هذه الأموال ستوجه إلى جمع العينات وتسلسلها، ثم مشاركة البيانات مع مسؤولي الصحة و العلماء”. كما اعتمد مركز مكافحة الأمراض و الوقاية منها على المختبرات التجارية للقيام بهذا العمل. يعتبر هذا الاستثمار من الاستثمارات المهمة من قبل الحكومة الفيديرالية حتى الان لتسريع قدرتها على تحديد المتغيرات، هذه الأخيرة تمثل أكثر من نصف الاصابات بفيروس كورونا بالبلاد، إذ يخشى المسؤولون أن يتسبب ذلك في اطالة انتشار العدوى في أجزاء كبيرة من البلاد. تجدر الاشارة الى أن أحد المتغيرات، وهو المتغير الأكثر عدوى و الأكثر فتكا يعرف باسم ب.1.1.7 وتم رصده لأول مرة في بريطانيا، أصبح هو النسخة السائدة في الولايات المتحدة، والذي أفضى إلى الرفع من عدد الاصابات في ولاية ميتشغان. وفي وقت سابق من هذا الشهر، صرح الدكتور “روشيل و الينسكي” مدير مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها “أن المتغير ب.1.1.7، و الذي يعتبر حاليا بأنه أكثر متغير معدي بنسبة 60 في المائة، و أكثر فتكا بنسبة 67 في المائة وهو المصدر الأكثر شيوعا للعدوى الجديدة في الولايات المتحدة الامريكية. كما تم أيضا تتبع انتشار متغيرات أخرى التي تم العثور عليها أول مرة في البرازيل و جنوب افريقيا. وبعد أن كانت الحالات الجديدة في الولايات المتحدة، و المصابين الذين يرقدون بالمستشفى وحالة الوفيات، قد تراجعت عن ذروتها في يناير، بدأت الحالات الجديدة في الارتفاع مرة أخرى، لتصل في المتوسط إلى أكثر من 70 ألف حالة في اليوم، وفقا لقاعدة بيانات “نيويورك تايمز”. إلى ذلك، صرح “أندي سلافيت”، مستشار الأوبئة بالبيت الأبيض، في مؤتمر صحفي يوم الجمعة الفارط “ان ادارات الصحة العامة على مستوى الولايات، و كذا على المستوى المحلي، تعتبر من السباقين في القضاء على الوباء، لكنها بحاجة إلى المزيد من الخبرة لاكتشاف هذه المتغيرات في وقت مبكر قبل تفشي الفيروس”. من جهة أخرى، قالت  كارول جونسون، منسقة الاختبارات في ادارة بايدن، في مقابلة صحفية يوم الجمعة “أن التمويلات، وهي ضمن خطة الإنقاذ الامريكية التي تم اقرارها مؤخرا، ستصل إلى مراكز مكافحة الامراض و الوقاية منها وستشمل جميع الولايات مع بداية شهر ماي”. و أضافت “نأمل أن يعطي ّذلك نتائج سريعة استجابة لجهودنا للقضاء على انتشار الفيروس”. في حين سيذهب باقي التمويل إلى برنامجين يهدفان إلى تنظيم بنية دائمة لتسلسل العينات. أربعمائة مليون دولار منها مخصصة إلى ما وصفه البيت الابيض بأنها شركات بين ادارات الصحة الحكومية و المؤسسات الاكاديمية ؛ يمكنهم المساعدة في تطوير أساليب مراقبة جديدة لتتبع الفيروسات. وسيخصص 300 مليون دولار لإنشاء نظام موحد يسمح للعلماء بتخزين كميات كبيرة من البيانات الجديدة و مشاركتها وفهمها. إن الهدف من ذلك، هو اكتشاف انتشار المتغيرات بسرعة، و التمكن من اتخاد قرارات سريعة للحد من انتشارها. وفي شهر فبراي، قدمت ادارة الرئيس بايدن 200 مليون دولار كدفعة أولى لبرنامج مراقبة أكثر قوة، بهدف ترتيب 29000 عينة أسبوعيا. وصفت هذه الدفعة من طرف المسؤولين، بانها خطوة مبكرة في بناء قدرة الحكومة الفيديرالية على تسلسل المزيد من العينات. من جهتها، قالت  جونسون منسقة الاختبارات في ادارة بايدن “أن التمويل سيساعد مسؤولي الصحة في جميع أنحاء البلاد على الاستجابة لتفشي المرض بطريقة أكثر تعقيدا، بما في ذلك عن طريق زيادة الاختبارات في مناطق معينة أو التفكير في استراتيجيات تخفيف جديدة”. وتجدر الإشارة إلى أنه في شهر يناير، كانت الولايات المتحدة تقوم بتسلسل العينات المأخوذة من أقل من 1 في المئة من الاختبارات الايجابية لفيروس كورونا. إذ أكد الباحثون في هذا الإطار أنها لم تكن تتوفر على معلومات كافية لمعرفة مدى انتشار المتغيرات الشائعة، وكذلك مدى سرعة انتشارها. على خلاف بريطانيا التي كانت الرائدة في العالم في المراقبة الجينية، والتي أجرت تسلسلا يصل إلى 10 بالمائة من الاختبارات الايجابية الجديدة. وعلى مدى الأشهر الثلاثة الماضية، قام مركز مكافحة الامراض والوقاية منها برصد ارتفاع في عدد جينومات الفيروس التاجي، التي يتم تسلسلها أسبوعيا في الولايات المتحدة، مسجلا ارتفاعا جديدا قدر ب 14837 للأسبوع المنتهي في 10 أبريل، و يمثل الرقم حوالي 3 في المائة من الاختبارات الايجابية للبلاد في ذلك الأسبوع. ترجمة بتصرف مديحة المناصفي خطة البيت الأبيض لتعزيز تتبع متغيرات فيروس كورونا Maroc News | .

Comments 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خطة البيت الأبيض لتعزيز تتبع متغيرات فيروس كورونا

log in

Captcha!

reset password

Back to
log in
Choose A Format
Gif
GIF format