خبير: المغرب لن يكفَّ عن إرسال إشارات تشبتّه بمغربية سبتة ومليلية







لم تكن لحظة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة الكاملة للمغرب على صحرائه  لحظة فارقة في تاريخ قضية لوحدها، بل خلف هذا الوضع الجديد صدى قويا وأثرا في عدد من العواصم ولامس قضايا كانت في ثلاجة الصمت لسنوات. وكان صدى هذا الاعتراف قوي في إسبانيا، جار المغربي الشمالي، بالرغم من ما يشبه الصمت الذي لجأ إليه ساسة مدريد. فالحذر والترقب كان هو العنوان الأربز لنظرة مدريد التي وصفها الكثيرون بـ”المتوجسة” تجاه الرباط وواشنطن، بسبب التخوف من إمكانية تلقي المغرب دعما مشابها من طرف واشنطن في ملف استكمال المغرب لوحدة أراضيه، والحديث هنا عن ملف استرجاع سبتة ومليلية وترسيم الحدود البحرية كاملة على مستوى المحيط الأطلسي وأرخبيل الكناري. وكانت التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة المغربية، سعيد الدين العثماني، هي القشة التي قسمت ظهر البعير، حيث ما إن صرح بأن المغرب يعتزم “فتح النقاش يوما ما” حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، حتى أثار ذلك حفيظة السلطات العليا في إسبانيا، فلم تتردد خارجية مدريد مباشرة في استدعاء كريمة بنعيش سفيرة المغرب لديها. لكن سرعان ما حاول الطرفان تهدئة الوضع، حيث صرحت وزيرة الخارجية الإسبانيا بعد ذلك مؤكدة أن العلاقات مع المغرب “جيدة”، فيما وسمها زميلها وزير الداخلية بأنها “تمر بأحسن الظروف”. وفي الوقت الذي التزمت الدبلوماسية المغربية “الصمت” تجاه هذا الموضوع وتركيز اهتمامها على التطورات الأخيرة في قضية الصحراء، التي باتت محسومة لصالح المغرب، يرى خبراء أن الرباط لن تكف عن إرسال إشارات إلى مدريد بخصوص كون المدينتين محتلتين. هذا ما سطره الخبير المتخصص في العلاقات المغربية الإسبانية عبد العالي البروكي بالرغم من تأكيده على أن “ملف سبتة ومليلية معقد أكثر مما يتم تصوره، لأنه ذي طبيعة دولية بحكم موقع الثغرين جنوب المتوسط، وهو أمر معروف لدى العام والخاص، نظرا لكونه ممرا رئيسيا من الأطلسي نحو الشرق، ومعلوم أن إنجلترا تتحكم في مدخل مضيق جبل طارق من الشمال”، على حد تعبيره. الأستاذ الجامعي والباحث بمعهد الدراسات الإسبانية البرتغالية بالرباط أشار، في تصريحات لموقع فبراير، أن “إسبانيا بدورها  تطالب بهذا المضيق، وقد دخلت منذ فترة في مفاوضات مع إنجلترا لاستعادته في إطار الاتحاد الأوروبي. غير أن خروج إنجلترا من الاتحاد عقّد الأمر من حيث انسيابية المفاوضات”. “لهذا فالملف ما يزال في تقديري مرتبط بهذا الملف وكذا بعامل الوقت”، مؤكدا. ويرى البروكي إن مدريد لم تبد يوما استعدادها للتفاوض مع المغرب حول هذا الملف الذي عمر لأزيد من ستة قرون، إذ “تعتبره خطا أحمرا”. وإضافة إلى  ذلك، فإن كلا البلدين حليفان إستراتيجيان للولايات المتحدة الأمريكية وتربطهما بها علاقات استراتيجية ثانئية في مجموعة من الملفات والقضايا. لكنه أكد أن “هذا لن يمنع المغرب من بعث إشارات، وخصوصا في هذه المرحلة بالذات للتعبير عن تشبته بالمدينتين والجزر التي ما تزال تحتلها إسبانيا، والتي يعتبرها الكثيرون حتى من داخل إسبانيا آخر المستعمرات في العالم”. وخلص الخبير المغربي إلى أن “حل هذا الملف يتطلب تعبئة كبيرة من داخل إسبانيا للضغط على الحكومات وكذا على المستوى الرسمي، كما كان يردد الوزير السابق والراحل العربي المساري، حيث يقول بأن الملف يحتاج إلى نوع من الخيال المنفتح، خاصة من طرف الاسبان”. خبير: المغرب لن يكفَّ عن إرسال إشارات تشبتّه بمغربية سبتة ومليلية Maroc News | .

Comments 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خبير: المغرب لن يكفَّ عن إرسال إشارات تشبتّه بمغربية سبتة ومليلية

log in

Captcha!

reset password

Back to
log in
Choose A Format
Gif
GIF format