اتحاد نسائي يرسم صورة قاتمة عن وضعية المرأة المغربية







لفت اتحاد العمل النسائي، الانتباه إلى وضعية المرأة الصعبة داخل المجتمع المغربي، بالنظر لما تعنيه من تمييز وعنف وتهميش، مِشددا على أنه لم يسجل أي “تطور ملموس في النهوض بالحقوق الإنسانية للنساء وحمايتها »، وذلك رغم إقرار دستور2011 بالمساواة بين النساء والرجال في كافة الحقوق والحريات، وعلى المناصفة وحظر التمييز وإلزام السلطات العمومية بمحاربته، وملاءمة التشريعات الوطنية مع المواثيق الدولية والأخذ بمبدأ سموها، بفضل نضالات الحركة النسائية وضمنها اتحاد العمل النسائي. وأفاد الاتحاد النسائي في بلاغ أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمرأة « 8 مارس »، توصلت « فبراي » بنسخة منه، بأن أشكال التمييز والإقصاء الممارس ضد المرأة لازال متواصلا، مسجلا على صعيد آخر ما وصفه بقصورالتشريعات المعتمدة وغياب سياسات عمومية لتفعليها. وأوضح ذات المصدر في بلاغ صادر عنه، أن صدور القانون 13- 103 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء « شكل خيبة أمل كبيرة لضعفه وقصوره عن ضمان الحماية والوقاية والتكفل ووضع حد للإفلات من العقاب، مما لن يمكّن من القضاء على العنف الذي يطال ثلثي النساء المغربيات، كما أن القانون 79- 14 المتعلق بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز لم يحترم المعايير الدولية ولم يكفل الاختصاصات والآليات والشروط اللازمة لتمكينها من الاضطلاع بدورها الدستوري على أكمل وجه »، لافتا إلى أنه « لم يتم، إلى اليوم، إحداث الهيئة المراهن عليها لمأسسة الحقوق الأساسية للنساء، علاوة على قانون العاملات والعمال المنزليين الذي كرس استغلال الطفلات في العمل المنزلي بدل محاربته ». كما أشارت الجمعية الحقوقية نفسها، إلى عدم فتح الحكومة لورش ملاءمة القوانين الوطنية مع مقتضيات الدستور واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة رغم الحملات الترافعية للحركة النسائية، « إذ أطلق اتحاد العمل النسائي حملة وطنية متواصلة منذ مطلع سنة 2018 من أجل تغيير شامل وعميق لمدونة الأسرة ينبني على المساواة بين الزوجين ويضع حدا لزواج القاصرات والتعدد وحرمان النساء من الولاية على أبنائهن ومعاناتهن مع قضايا الحضانة والنفقة ولحرمانهن من حقهن المشروع في ممتلكات الأسرة وللتمييز في أحكام الإرث ». وأكد ت أن الحكومة « لم تضع استراتيجية شاملة واضحة وملموسة الآثار لمكافحة التمييز ضد النساء وتمكينهن من الحقوق والحريات الأساسية، فخطة  » تمكين 2″ لا تتم إحاطة الرأي العام بسيرها ولا نلمس نتائجها في التدابير الحكومية وفي واقع النساء. »مضيفة أن صندوق التكافل العائلي ودعم النساء الأرامل “فوقعهما ما يزال محدودا ومساطر الاستفادة منهما تقتضي مراجعة تيسر الولوج إليهما، كما أن الخطة الوطنية للديمقراطية وحقوق الإنسان لم تحقق مكاسب كبرى للنساء بتهميشها لحقوق أساسية للنساء أدرجتها ضمن القضايا الخلافية ». وأشار المصدر ذاته إلى أن  » أوضاع التمييز تستفحل وتتراجع العديد من المؤشرات وتنتهك حقوق النساء، فمعدل النشاط الاقتصادي للنساء تقهقر في زمن قياسي من 30.4% سنة 1999 إلى 27.1 % سنة 2011، ليصل إلى 21.3 سنة 2017. وهي من أدنى النسب في العالم. كما أن البطالة بلغت وسط النساء 14 % مقابل 8.4 % وسط الرجال، وتتعمق الفجوة في المجال الحضري حيث تصل بطالة النساء إلى 24.3 % مقابل 11.4 %، أما عمل النساء فتغلب عليه الهشاشة حيث تصل نسبة النساء العاملات بدون مقابل 39% من النساء المشتغلات وفي المجال القروي تصل نسبتهن 70.5 % ، أضف إلى ذلك أعداد النساء والفتيات المشتغلات كعاملات في المنازل وفي التهريب المعيشي اللواتي يتعرضن لأسوأ أصناف الاستغلال والمهانة والعنف أودى بحياة عدد منهن”.. كما سجلت في نفس السياق  » استمرار إقصاء النساء من الحق في الملكية رغم المكتسب المتمثل في اعتماد مبدإ المساواة بالنسبة للأراضي السلالية، فما زالت عقبات كثيرة تحول دون ولوج النساء لهذا الحق، بسبب نظام الوقف المقصور على الذكور ومنظومة المواريث وعدم إقرار حق النساء في ممتلكات الأسرة، وسيادة العقلية الذكورية والتحايل، مما أبقى نسبة النساء المالكات في حدود 7 % وطنيا و1 % بالنسبة للقرويات. اتحاد نسائي يرسم صورة قاتمة عن وضعية المرأة المغربية Maroc News | .

Comments 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اتحاد نسائي يرسم صورة قاتمة عن وضعية المرأة المغربية

log in

Captcha!

reset password

Back to
log in
Choose A Format
Gif
GIF format