« أنديكو ».. قصة فتاة مغربية تهرب من واقعها إلى عالم التنبؤات







على طول تسعين دقيقة من العرض، تقدم المخرجة سلمى بركاش الشخصية الرئيسية لفلمها « أنديكو » التي تعيش صدمة نفسية تجعلها تلجأ إلى عالم التنبؤات للهروب من واقعها وبطش محيطها العائلي. تبدأ أحداث الفيلم عندما تعلم الشابة نورة، ذات الـ13 ربيعا، بأن أمها ليلى ستلتحق بأبيها إلى الديار الأسترالية، و بالتالي ستكون مجبرة على العيش مع خالتها لمدة طويلة فتتعرض لصدمة عاطفية، تحاول الاحتماء منها عبر اللجوء إلى الخيال حتى تكتشف حقيقتها. وتتقاطع شخصية نورة مع خالتها مينة، الفتاة المتحررة، التي تعمل في مجال تعليم السياقة، والتي تعيش قصة حب مضطربة، فتلجأ لنورة، لاعتقادها انها تمتلك القدرة على التنبؤ بالمستقبل، لتساعدها على معرفة ما يخبأ لها القادم من الأيام، في علاقتها العاطفية لكن تنبؤات نورة دائما ما تكون صحيحة ولها بالغ الأثر على المحيطين بها. تبدأ نورة الدخول إلى عالم التخيلات، تجوب شوارع البيضاء هروبا من مضايقات أخيها الصغير مهدي، هذا الأخير الذي يحاول في كل مرة استفزازها والاستهزاء من تنبؤاتها من خلال اتهامها بالجنون، فتجد نفسها دائما في موضع الاتهام أمام أمها التي تدافع عن الأخ رغم كذبه. من خلال رحلة نورة مع خالتها لطرق أبواب المشعوذين الذين أجمعوا على أن الفتاة لها « أنديكو » أي لها قدرات روحانية خاصة، حاولت المخرجة سلمى بركاش تسليط الضوء على عالم الخرافة والشعوذة، في تقاطعه مع الطب النفسي الذي اختارت الأم ليلى اللجوء إليه، والتناقضات الكبيرة بين العالمين. كما استطاع صناع الفيلم التطرق لموضوع التفكك والإهمال الأسري وتأثيره على نفسية الأطفال، من خلال زاوية معالجة جديدة ومتميزة، شدت انتباه المشاهد، داخل قالب درامي فريد من نوعه وظفت فيه المخرجة بركاش الصوت والصورة بشكل محترف. وتعتبر المخرجة سلمى بركاش من مواليد 13 ماي 1966 بالدار البيضاء، تابعت دراستها بالمغرب، وفي سنة 1986 انتقلت إلى الدراسة بالوحدة التربوية للهندسة المعمارية في ليون، وجامعة السربون في باريس، حيث حصلت على الدكتوراه في شعبة الفن السمعي البصري، كما أسست مركزا للوثائق والبحوث حول الفنون في المغرب العربي مع مجموعة من الطلاب المغاربيين، وشاركت كمتدربة في التأليف والإخراج ببرنامج «جيكا» للقناة الفرنسية الثانية، بعدها أسندت لها مسؤولية السمعي البصري في شركة «أمنيوم شمال إفريقيا». ومنذ ذلك الحين أخرجت عدة أفلام قصيرة كمخرجة أو كمساعدة مخرجة. وكان فيلم « الوتر الخامس » أول فيلم طويل لها سنة 2010، والذي حصل على جائزة الإخراج بالدورة الـ14 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة سنة 2011. ويتنافس فيلم « أنديغو » أو « طفل النجوم »، الذي ع رض لأول مرة مساء اليوم الثلاثاء ، على الجائزة الكبرى، لمهرجان السينما الإفريقية في دورته الـ21، المنظم إلى غاية 22 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. « أنديكو ».. قصة فتاة مغربية تهرب من واقعها إلى عالم التنبؤات Maroc News | .

Comments 0

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

« أنديكو ».. قصة فتاة مغربية تهرب من واقعها إلى عالم التنبؤات

log in

Captcha!

reset password

Back to
log in
Choose A Format
Gif
GIF format