عرفت مبيعات السيارات الجديدة، في النصف الأول من السنة الجارية، انخفاضا ملحوظا يتجاوز 14 في المائة بالمقارنة مع السنة الفارطة، التي انتهت بزيادة بنسبة 5.2 في المائة من المبيعات في هذا القطاع، ما جعل هذه السنة تبدو قاتمة بالنسبة لتجار السيارات. وفي الوقت الذي يعرف فيه قطاع السيارات ركودا غير مسبوق، كانت شركات السيارات المغربية قد باعت أكثر من 177 ألف سيارة في بداية سنة 2018، أما الآن فيشهد القطاع توقفا بنسبة 13.7 بالمقارنة مع السابق. وعزى متخصصون في القطاع سبب انخفاض مبيعات السيارات الجديدة قلة معارض السيارات التي تعرض منتوجاتها في بداية كل سنة، خصوصا عند متم شهر أبريل من كل عام، إلا أن هذه السنة تعرف استثناء في هذا المستوى. عادل بناني، المدير العام لشركة « أوتو نجم » ورئيس رابطة مستوردي السيارات، اكد في تصريح لموقع « تيل كيل » أن الأمر عادي، مضيفا: « بداية سنة بمعارض سيارات ليست كسنة دونها »، مبرزا أن سنة 2017 أيضا عرفت انخفاض بعض المبيعات، إلا أن النسبة استقرت في 10 في المائة. وزاد « يمكننا أيضا أن نربط هذا التراجع في النشاط بنهاية ائتمان سعر الفائدة بنسبة 0 في المائة، وهي الوسيلة المفضلة عند المغاربة لدفع ثمن السيارات التي يتم اقتناء السيارات، وكان بنك النغرب دق ناقوس الخطر في مارس الماضي، معلنا أن الائتمان بهذه الطريقة غير مربح أبدا، كما قد يصبح هذا المنتوج ساما بالنسبة للمؤسسات المالية التي تسيء استخدامه، وطلب تعليقه ابتداء من أبريل الماضي، وهذا ما كان ». من جانبه، قال عزيز الشرقاوي، رئيس مجلس الإدارة المشتركة لـ »سلفين »، الشركة المختصة في مجال التمويل، إن « مجموعة من المنتجات العرويجية لا يمكن أن الآن الاستفادة منها بجميع أشكال التمويل، إلا بطرق محددة وحسب شروط خاصة »، لكنه يعتبر، في مقابل ذلك، أن « الائتمان المجاني أصبح على وشك أن يكون الطريقة الوحيدة التي يعتمدها المغاربة لتمويل السيارات »، حسب قوله. ومن أسباب تراجع المبيعات أيضا، حسب بناني، « نهاية اجل الدعم المسموح به لتجديد سيارات الاجرة، وبالتالي استبدال القديمة بالجديدة، وهذا لعب دورا مهما في تباطؤ مبيعات السيارات، حيث كان من الممكن لسائق الأجرة ان يشتري سيارة أجرة صغيرة ب 50 الف ديهم فقط، وسيارة الاجرة الكبيرة ب80 ألف درهم فقط، لكن مع نهاية هذا العرض هذا العام، تراجعت نسبة المبيعات »، على حد قوله. وبلغة الأرقام، يكشف بناني أنه تم شراء 40 ألف سيارة اجر من أصل 170 الف سيارة تم بيعها، مع العلم أن وقف الدعم قد أغلق الباب أمام بيع 12 ألف سيارة أخرى، وهذه 6 أو 7 نقاط ضائعة في سلم النمو »، وفق تعبيره. كما سرد المتحدث ذاته عوامل أخرى، أبرزها « عامل تباطؤ المناخ الاقتصادي وفقدان ثقة المستهلك في منتجي السيارات، كما ان عوامل البطالة والفقر يجعل مجموعة من الأسر تؤجل تجديد سياراتهم، وهذا يؤثر على المبيعات بشكل مباشر »، يقول بناني. أما عن الانخفاض في مبيعات السيارات ذات الاثمنة المناسبة، يقول بناني أن ذلك راجع إلى ان العائلات تفضل شراء السيارات باهضة الثمن كي لا تضطر إلى دفع الضرائب بثمن مرتفع وبكيفية متكررة. المصدر: موقع تيل كيل هذه أسباب تراجع مبيعات السيارات في النصف الأول من سنة 2019 Maroc News | .
Comments 0