بعد أسابيع طويلة من الضبابية حول المشاركة المغربية في ورشة البحرين، التي تعتبر بمثابة قمة تمهيدية لخطة السلام التي تقدمها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والمعروفة بـ »صفقة القرن »، أفادت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أول أمس، أن البلاد ستشارك في أشغال الورشة في العاصمة البحرينية المنامة، بإطار من وزارة الاقتصاد والمالية، وذلك بدعوة بحرينية وأمريكية. وأشار ناطق باسم وزارة الخارجية المغربية، أن المشاركة تأتي انطلاقا من موقف المغرب المؤمن بحل الدولتين، الضامن لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. وفي هذا الصدد قال الباحث السياسي عبد الصمد بلكبير إن مشاركة المغرب في ما يسمى بـ »الورشة حول السلام والازدهار »، تبقى اضطرارية وليست اختيارية، معتبرا أن الموقف السياسي من القضية ككل واضح، كما أن المشاركة من عدمها لا تغير حقيقة أن المؤتمر يسير إلى نتيجة واحدة وهي الفشل. وأضاف ذات المتحدث، في اتصال هاتفي مع « فبراير » بأن الرباط لها مواقف من الورشة كتلك التي عبرت عنها كل من بغداد وبيروت، وهي مواقف ترفض المشاركة، لكن المغرب في فمه ماء حسب تعبير بلكبير، أي أنه يرفض المشاركة لكنه لا يستطيع التعبير عن الأمر. ويبقى موقف المغرب حسب بلكبير بمصالح استراتيجية مع الولايات المتحدة، إذ لا يجب إهمال حقيقة أن المغرب لديه ملف الصحراء، الذي يجبره دوما على مراجعة حساباته قبل القيام بخطوات أو الإعراب عن مواقف ما. ويشدد الباحث السياسي على وجوب التمييز بين الموقف السياسي وطريقة تصريفه أو تدبيره، لأن التدبير يحتمل عادة تقديم تنازلات وإن كانت رمزية، لكن من الناحية السياسية، يستحيل أن يكون المغرب على وفاق مع مضامين الورشة أو « صفقة القرن »، لأن ذلك يعني القيام بانتحار، فاستراتيجية الصفقة تتناقض بشكل كبير مع بنية النظام في المغرب، وبشكل مضاعف في الأردن. وفي سياق آخر، يرى رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، أحمد ويحمان، أن المسيرة الشعبية التي نُظمت في الرباط، حددت موقف الشعب المغربي بكل اجتهاداته الفكرية والسياسية والاجتماعية، والكل مجمع على أن ورشة البحرين تبقى ورشة خيانة. وأشار نفس المتحدث في تصريح خص به « فبراير »، أن المسيرة الضخمة التي شهدتها شوارع العاصمة، بينت من خلال القوى الحية الممثلة للشعب المغربي، أن كل من يختار المشاركة في قمة المنامة، فهو يختار لنفسه مربع الخيانة. وشدد ويحمان على أن المشاركة المغربية في الورشة وإن كانت بمستوى منخفض، لا يمكن اعتبارها إلا مشاركة مدانة بكل المقاييس، مستغربا أن يختار من يختار هذه القرارات أن يكون ضد اختيار الشعب، لذلك المشاركة مدانة ومستغربة ومستهجنة ومرفوضة، حسب تعبير ويحمان الذي أشار إلى أن الشعب الفلسطيني يجمع بكل تياراته بأن تلبية دعوة واشنطن في المنامة لا يمكن وصفها إلا بالخيانة، وبالتالي فإن الناشط المناهض للتطبيع يعتبر أن كل مشارك مهما كان مستوى مشاركته لا يمكنه أن يبرر ما لا يُبرر. صفقة الخيانة ».. هل أُجبر المغرب على المشاركة في « ورشة البحرين »؟ » Maroc News | .
Comments 0