شهدت منطقة « حشادة » بجماعة تكريكرة ضواحي مدينة أزرو، ليلة أول الأحد، جريمة شنعاء توفي على إثرها ثلاثة أشخاص وإصابة أربعة آخرين من بينهم دركي تدخل لإيقاف الجاني. الواقعة التي اهتز لها الرأي العام المغربي، على وقعها انطلقنا صوب المكان، لتغطية الجريمة وما جابها من أحداث هامشية سعيا منا لكي نضع القارئ في الصورة الحقيقية للحادث. اسمع نداء من الخلف « هيه هيه » أنت، ألتف إلى الوراء، ألمح شابا في عقده الثالث، يهرول مسرعا لكي يصل إلينا، تبادلنا التحية ؟ألقي مباشرة السؤال: هل أنت صحفي؟ أجيب نعم، بدون مقدمات تعال اتبعني، وجهنا نحو سيارات الأجرة المتوجهة لمنطقة « حشادة » حيث وقع الحادث دون حتى أن نطلب منه ذلك، انطلقنا إلى عين المكان حتى لا تفوتنا التفاصيل. مصدر شاهد على أطوار الجريمة، ومن عين المكان حكا لـنا الأسباب الكامنة وراء إطلاق الأستاذ للرصاص والذي خلف ثلاثة ضحايا ، قائلا إن هذه المعلومات التي أقولها لكم تكشف لأول مرة في لسائل الإعلام ويجب نقلها بصدق وأمانة هكذا تحدث إلينا مضيفا أن الشخص الذي أقدم على مجزرة ازرو كان انطوائيا على الدوام، ولا يحادث جيرانه إلا مرات قليلة، وتكون في الغالب أثناء دخول في مخاصمة أو تبادل للسباب. المصدر ذاته، وهو أحد أبناء منطقة « حشادة »، أوضح أن الحادث جاء بعد صراعات قديمة للجاني مع جيرانه، كما لم يخف المصدر أن يكون الأستاذ يعاني من وضعية نفسية حادة، كما ان الجاني يقدم على شرب الكحول، والعربدة، وإدخال « بائعات الهوى » إلى منزله، الأمر الذي لم يتقبله الجيران » حسب المصدر . الجيران يؤكد المصدر يداومون على توبيخ الأستاذ « الجاني » ويخاصمونه وينعتونه بالمفسد، على الدوام، معتبرين أن الأمر الذي يقدم عليه سيجر عليهم البلاء لبناتهم وأولادهم وعائلتهم، وسوف يسبب انحلالا أخلاقيا بالمنطقة » . وفي سياق متصل أكد شاهد ثان حضر أطوار إطلاق النار « أن ليلة إطلاق النار كان الأستاذ في حالة هيجان بعد أن أفرط في سكره فرسم بعدها مخططه الانتقامي من جاره الذي يخاصمه على الدوام، إذ تعقبه وأطلق رصاصات عدة في اتجاهه أصابت احدها كلبه لكن لحسن حظه نجا بأعجوبة ودخل منزله « . أما المارة في الذين أصيبوا في الطريق المجاور لمنزل الجاني، يوضح الشاهد، أنهم مجرد ضحايا سمعوا طلقات النار فهرعوا لمكان سماعها، فكان الجواب صادما أن تلقوا رصاصات مميتة أو إصابات خطيرة عجلت بنقلهم لمستشفى المستعجلات بكل من مستشفى 20 غشت بأزرو وفاس، ووصل عددهم إلى أربعة مصابين وثلاث وفيات. » حاولنا ان نقترب إلى الجار المسمى « حسن. ح » لأخد إفادته في الموضوع لكنه رفض الحديث معللا ذلك بأنه يعاني ألان من أزمة نفسية ومازالت أطوار الحادث راسخة في دماغه ويرفض أن يذكرها. » وقال أحد الناجين من إطلاق الرصاص و هو سائق سيارة الأجرة الكبيرة، وعاين الحادث عن قرب قال إنه سمع إلى جانب ركابه في أول الأمر صوت طلقات نارية وتعقبوا مصدر ذلك الصوت بعدما ركن السيارة جانبا. » يضيف الناجي من مجزرة أزرو، وهو يحكي بمرارة كيف كانت ستكون نهايته لولا تدخل قوة الخالق، التي اعتبرها صدت له رصاصتين كانت الأولى أمامه والثانية لما هما بالهروب. » الناجي كشف أن أحد زبنائه لمح شخصا مرميا في دمائه، فأرد أن يساعده فتقدم بعض الخطوات إلى الأمام لكن كانت نهايته أن أرسله الجانح إلى المستعجلات بعدما فرغ فيه رصاص بندقيته. » لم نصدق الأمر صدمنا كثيرا ولم أجد أمامي وباقي ركاب، سوى الفرار في اتجاه مدينة أزرو، وإخبار السلطات لتضع حدا لهذا الجانح الذي بدأ هائجا يفرغ طلقات في من هب وذب دون أن يميز بين عدو وصديق وعابر سبيل. » يضيف الناجي وحول أجواء المدينة، بعد هذا الحادث، أشار الناجي أن جو البكاء والنواح والحزن يخيم على هذه المدينة الصغيرة التي استفاقت على هذا الخبر الصادم. » وحكا لنا أيضا « دركي » كان حاضرا أثناء التدخل لإيقاف الجانح أنه لولا الألطاف الإلهية، سيكون مصيره كباقي الضحايا، فأثناء محاولته التدخل للقبض على المتهم اطلق الجانح رصاصتين من بندقيته. » وللإشارة فإن المشتبه فيه هو أستاذ بالتعليم الثانوي الإعدادي، كان يمارس عمله بإحدى الثانويات الإعدادية التابعة لمديرية التعليم بخنيفرة، قبل استفادته من التقاعد النسبي بناء على ملف طبي، واستقر بمنزل والده بدوار حشادة، بعد أن تنازل له شقيقه قبل وفاته عن الارث المشترك بينهم ». وقد جرى إيقاف الجاني الذي فرّ إلى أحد الدواوير المجاورة، ليتم نقله إلى مقر الدرك الملكي ووضعه رهن تدابير الحراسة النظرية بتعليمات من النيابة العامة، فيما تم نقل ضحايا الثلاثة إلى مستودع الأموات بأزرو، وتم كذلك نقل المصابين لكل من مستشفى 20 غشت بمدينة أزرو، وضحيتين إلى مستشفى محمد الخامس بمكناس، ومصاب ثالث تدهورت وضعيته الصحية تم نقله إلى مستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس. كما قامت ساكنة المنطقة مساء يوم الاثنين، بدفن ضحايا « الأستاذ » مطالبين من القضاء والسلطات، بالحكم على الجاني بأشد العقوبات . . مجزرة أزرو.. « فبراير » تنشر أسرار الحادث الذي خلف 7 ضحايا Maroc News | .
Comments 0