حراك الريف.. هل تتسع الهوة بين الدولة والمجتمع؟

أعادت الأحكام التي أصدرتها الغرفة الجنائية الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء  إلى الواجهة مسألة الثقة بين المجتمع والسلطة، وشكلت صدمة لدى عائلات المعتقلين والرأي العام الوطني، إذ وزعت المحكمة أكثر من 300 سنة على المعتقلين، بعد أن تابعتهم بتهم ثقيلة تتعلق بسلامة الأمن الداخلي للدولة. ونظم المغاربة عددا من المظاهرات، بعدة مدن، تنديدا بهذه الأحكام الثقيلة، كما عبرت هيئات حزبية وحقوقية ومدنية عن إدانتها الشديدة للعقوبات الصادرة في حق المعتقلين. ويرى العربي ايعيش، باحث في العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن  » الهوة بين الدولة والمجتمع تتسع ، وأن المجتمع مجتمع يسعى لمزيد من الديمقراطية والحرية، وجزء من النخبة يوظف مؤسسات وإمكانات الدولة لتوقيف عجلة التقدم خدمة لمصالحه الضيقة »، في تصريح خص به « فبراير ». وأضاف في نفس التصريح » في مثل هذه الحالات عادة تنتعش العلوم الاجتماعية لتقديم توصيفات جديدة ومناسبة للمرحلة. مرحلة غموض تصعب معها ممكنات القراءة، إذ يبدو أن النخب لا تتوفر على وصفة لتجاوز أعطاب المرحلة والقطع مع كل مظاهر التردد والدخول في الديمقراطية من بابها الواسع. » وتابع قائلا « ممارسات عديدة للأسف أفقدت فئات واسعة من الشعب الثقة في المؤسسات والقضاء.. لكنها في المقابل أهدته إلى سبيل المقاطعة كوسيلة للضغط، مضيفا « اليوم كانت مقاطعة لبضائع وسلع ومنتجات ». وتساءل ايعيش قائلا « هل تتوفر الدولة على حل إذا اتسعت لتشمل مقاطعة مؤسسات مثلا؟ أو مقاطعة المسلسل الانتخابي القادم؟، مجيبا بالقول « على الدولة أن تستوعب جيدا أنها تدير شعبا يعيش في القرن الواحد والعشرين، بكل ما يحمل ذلك من دلالات التقدم الحاصلة خاصة على مستوى الوصول للمعلومات.. ولا تدير مجتمعا في منتصف القرن العشرين حيث الدولة وحدها مصدر المعطيات ». وخلص الباحث في العلوم الاجتماعية إلى أن « إدراك هذا المعطى جيدا من طرف الدولة سيدعوها إلى الدخول في الديمقراطية دون دوران ولا تمطيط ». حراك الريف.. هل تتسع الهوة بين الدولة والمجتمع؟ Maroc News | .