في الوقت الذي تواصل الحكومة تمديد التدابير والإجراءات المشددة من أجل محاصرة فيروس كورونا المستجد، تتواصل معها أزمة العديد من القطاعات التي تأثرت كثيرا بسبب الجائحة. وتعتبر المقاهي والمطاعم أكثر هذه المجالات تضررا، وهو ما دفع أربابها إلى مراسلة الملك محمد السادس، حيث أكدت الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم قبل أيام عزمها طرق باب الملك من أجل “إحاطته علما بالوضع المتأزم والمشاكل التي يتخبط فيها القطاع قبل انطلاقة جائحة كورونا وتطورت كثيرا بعدها”، خصوصا بعد تمديد الحكومة مواصلة سريان الإجراءات المشددة واستمرارها “بشكل عشوائي”، على حد وصف بلاغ أصدرته الجمعية قبل أيام. في هذا السياق، أكد رئيس الجمعية، نور الدين الحراق، في تصريحات لموقع “فبراير” أن المراسلة التي سترفعها الجمعية إلى الديوان الملكي مساء اليوم الثلاثاء 09 مارس الجاري، “تأتي بعدما صدّت الحكومة والوزارات كلها كافة الأبواب في وجهنا قبل الجائحة وبعد حلولها”. وأشار الحراق إلى أن الهدف من هذه المراسلة هو “إطلاع الملك على وضع قطاع هام يشغل عددا كبيرا جدا من المواطنين يقدرون بالآلاف، تأثروا وتأثر القطاع كثيرا بسبب الجائحة دون أن يحظوا بأي التفاتة من جانب الحكومة أو حتى بلقاءات للحوار مع المهنيين للاستماع إلى مشاكلهم ومقترحاتهم لتخفيف حدة الأزمة”. كما يسعى أرباب المقاهي والمطاعم إلى “الحصول على التفاتة من الملك محمد السادس علها تخفف عن القطاع قليلا آثار هذه الأزمة التي عرت القطاع كثيرا”، يقول الحراق، مشيرا إلى أن الجمعية “سبق لها أن راسلت مرارا وتكرارا حكومة سعد الدين العثماني وعدد من الوزارات، خصوصا وزارة التجارة والصناعة والشغل والمالية، غير أننا قوبلنا بالتجاهل قبل الجائحة وبعدها، لذلك قررنا اللجوء إلى القصر لأنه بابنا الأخير”، على حد تعبيره. واستغرب العاملون في هذا القطاع من “تشديد الحكومة الإجراءات التي أدت إلى تراجع كبير في مداخيل المقاهي والمطاعم بنسب تتجاوز أحيانا 75 في المائة، فيما لم تقدم أية تسهيلات في ما يتعلق بتحصيل الضرائب”، حيث “اعتمدت جميع المصالح المحلية والوطنية والجماعات الترابية سياسة الصرامة في التحصيل وكأننا في وضع عادي”، يصرح رئيس الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، متأسفا من “كون الحكومة لم تعِرْ أي اهتمام يذكر لآلاف المستخدمين في هذا القطاع الحساس اجتماعيا”. وأوضح المتحدث ذاته أن “كل مقهى أو مطعم في المغرب يوفر على الأقل فرصة عمل لـ 6 أشخاص، غالبيتهم لا يحظون بالرعاية الصحية والاجتماعية نظرا للشرخ الكبير ولا معقولية القوانين وبنود مدونة الشغل مع الواقع”، على حد تعبير الحراق الفاعل في هذا المجال منذ سنوات. وأكدت الجمعية بهذا الخصوص أنها “نبهت الحكومة قبل الجائحة بخصوص الأسباب التي تجعل غالبية العاملين في المقاهي والمطاعم خارج المنظومة الصحية والاجتماعية”، مشيرا إلى أن الوزارات المعنية “لم تأخذ الأمر بجدية ولم تلق بالا لمقترحات المهنيين في القطاع”، إلى أن جاءت الجائحة التي “عرت القطاع كثيرا وبينت حجم الهشاشة التي يشكو منها”، يضيف الحراق. وسجل الحراق أمله في أن يلتفت العاهل المغربي إلى المجال والعاملين به لكونهم “يعانون الكثير من المشاكل منذ مدة طويلة وتعمقت مع الجائحة الحالية، دون أن تكلف الحكومة نفسها حتى السماع لهم ولمقترحاتهم لتخفيف حدة الأزمة الوخروج منها تدريجيا”، وفق قوله. تقرؤون أيضا: أرباب المقاهي والمطاعم يعتزمون مراسلة الملك ويشتكون من”عشوائية” إجراءات الحكومة المقاهي والمطاعم.. الحراق لـ”فبراير”: راسلنا الملك لأن الحكومة تجاهلتنا وهذا ما طلبناه منه Maroc News | .
Comments 0