يتواصل الجدل بالمغرب بقوة حول الحريات الفردية والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، خصوصا بشأن العقوبات التي ينص عليه القانون الجنائي في الفصل 490، إذ يشدد على أن “كل علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية تكون جريمة فساد ويعاقَب عليها بالحبس من شهر واحد إلى سنة”. وفي الوقت التي دعا ناشطون وهيئات إلى ضرورة إلغاء هذا الفصل، كما تواصل تفاعل المغاربة مع حملة أطلقتها “جمعية خارج القانون” تحت شعار Stop490، إذ لقيت صدى وتفاعلا واسعين، لم تبد الحكومة لحد الساعة أي تفاعل أو تعليق على الموضوع. الفقيهة المغربية أسماء المرابط، الرئيسة السابقة لمركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام التابع للرابطة المحمدية للعلماء، دخلت على خط النقاش وأبدت تأييدا لمواقف الداعين للفصل، حيث أكدت “الفصل 490 من القانون الجنائي المغربي الذي يجرم اليوم العلاقات الجنسية خارج الزواج يتعارض مع الأخلاق الإسلامية ومع الأخلاق نفسها”، مشددة على “أنه غير مقبول في المغرب اليوم”. وأوضحت المرابط أن “الإسلام كدين يحظر العلاقات الجنسية خارج الزواج، كما باقي الديانات التوحيدية الأخرى. كما أن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج محظورة أخلاقيا، لكنه داخل المجتمع لا يمكن معاقبة مرتكبي هذا الفعل إن كانوا بالغين وفي وضع سري لأن ذلك من مسؤولية المعتقدات الأخلاقية للجميع”، وفق قوله. وأضافت العالمة المغربية، في تدوينة نشرتها على حسابها الشخصي في موقع فايسبوك، موضحة أن “التدخل في خصوصية الناس وخصوصياتهم مخالف لتعاليم الدين الإسلامي، والذي يشترط في مثل هذا الاتهام تقديم إثباتات بشكل يقترب إلى المستحيل”. فهدف الشريعة الإسلامية، تضيف المرابط، “هو حماية (ستر) الناس”، موردة حديث لنبي الإسلام أمر فيه أحد أتباعه بستر ما رأى برداء “لكان خيرا لك”. وخلصت العالمة المغربية إلى أن “احترام التحريم الديني أم لا هو مسألة إيمان وقناعات أخلاقية شخصية”، لتبرز أن “الله وحده هو الكامل ولا ينبغي للقوانين أن تصدر الأحكام بل يتطلب منها التحكيم (أن تحكم بالعدل) وأن تحمي أساسا خصوصيات الناس وعدم التشهير بهم”. المرابط: الفصل 490 من القانون الجنائي “غير مقبول في مغرب اليوم” Maroc News | .
Comments 0