مع انطلاقة موسم البرد والشتاء تنطلق معه معاناة الآلاف من الأشخاص الذين يتجولون ويجوبون شوارع المملكة دون مأوى ولا معيل. ومعه تتضاعف معاناة هذه الفئة التي تعاني ويلات التشرد والحرمان من أبسط الحقوق، خصوصا في زمن الإجراءات المشددة بسبب كورونا وحظر التجول ليلا. ومع ازدياد حدة البرد وانخفاض درجة الحرارة، خصوصا في الليالي، تصبح حياة العديد من المشردين في كف عفريت، خصوصا منهم أولئك الذين يشكون الأمراض وانعدام المأكل والمشرب. وقد شهدت أغلب مناطق المغرب خلال الأسبوعين الأخيرين انخفاضا قياسيا في درجة الحرارة تزامنا مع تساقط الثلوج والأمطار، فقد أطلق نشطاء نداءات استغاثة ودعوات للمجتمع بضرورة التضامن مع هؤلاء، مطالبين الحكومة بضرورة التدخل واتخاذ تدابير إجرائية عاجلة للفت الأنظار للمشردين وعدم تركهم يصارعون مصيرهم لوحدهم، في غياب تام لأدنى شروط والإمكانيات. ووفق آخر المعطيات التي قدمتها وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، فإن عدد المشردين الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في شوارع وأزقة المغرب بلغ 3830 سنة 2018، 241 منهم أطفال. ولم تعلن وزارة بسيمة الحقاوي لحد الساعة عن أية إجراءات ومبادرات موجهة لصالح هذه الفئات، فيما دخل نواب برلمانيون على الخط، لمسائلة الحكومة عن عملها واستراتيجيتها بهذا الخصوص. فقد طالب رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالبرلمان، نور الدين مضيان، بعقد اجتماع عاجل للجنة القطاعات الاجتماعية وتوجيه الدعوة لوزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة لمناقشة وضعية المواطنين في حالة تشرد أو بدون مأوى خلال موجة البرد الحالية. وقال النائب البرلماني أن “المغرب يعيش موجة استثنائية من انخفاض درجة الحرارة تصل في بعض المناطق إلى ما تحت الصفر درجة، ويعتبر المواطنون في حالة تشرد أو بدون مأوى من أكثر الحالات الاجتماعية المتضررة من آثارها”، مشيرا إلى أن الخطر الذي يتهددهم يصل حد وضع حق الحياة الدستوري في خطرا، خصوصا في ظل “هشاشة تدخل قطاع التضامن والتنمية الاجتماعية، وفق برامج مستعجلة تحفظ حق هذه الفئة الهشة في الحياة في هذه الظروف الاستثنائية بكل المقاييس”. وتحاول فعاليات جمعوية ونشطاء مدنيين القيام بمبادرات، بالرغم من إجراءات كورونا المشددة، لتقديم العون لهذه الفئات، بتوزيع أفرشة وألبسة ومساعدات، لكن ذلك يبقى عاجزا عن تقديم حلول ناجعة لهم، خصوصا في ظل الإعداد المتزايدة، وضعف إمكانيات الجمعيات التي تشتغل بهذا الخصوص. وأكد أحد رواد موقع فايسبوك بهذا الخصوص ذلك قائلا: “نحن في بيوتنا نشكو من البرد القارس فيما بالك بهؤلاء المساكين في الشارع، بدون أغطية وأكل ومأوى. يجب على المجتمع أن يتضامن”. وهو ما علق عليه آخر، بقوله: “يلزم حل جذري، والأمر يتعلق بالدوام. رأينا أشياء فظيعة لا تخطر على البال، رأينا أناسا ينامون وسط الرمال وثيابهم غمرتها المياه، رأينا شيوخا لا يلبسون سوى قميصا واحدا ممزق وبال. لا حول ولا قوة إلا بالله”. البرد يهدّد حياة آلاف المشردين في الشوارع والبرلمان يسائل الحكومة Maroc News | .
Comments 0