يتساءل الكثير من المتتبعين للشأن السياسي في المغرب، عن هوية ‘آدم بوهلر‘، أو من بات يعرف ب’صاحب الجوارب الحمراء’، الذي كان ضمن الوفد الأمريكي-الإسرائيلي الذي استقبله الملك محمد السادس، يوم أمس بالرباط. آدم بوهلر، هو رجل أعمال أمريكي، رأى النور أول مرة، بمدينة ألباني التي تعد عاصمة ولاية نيويورك الأمريكية، في 23 يونيو من سنة 1979، من أب يعمل كطبيب للرعاية الأولية وأم تعمل كأخصائية في أمراض النطق ورائدة أعمال. وبعد اتمامه للدراسة الثانوية العامة بذات المدينة، التحق آدم بجامعة بنسلفانيا ليحل فيها على شهادة البكالوريوس في العلوم الإقتصادية سنة 2000. وخلال التي قضاها في الجامعة، كان آدم سيث بوهلر يشتغل خلال عطلة الصيف في اللجنة المالية والضريبية، لوكالة حكومية تتم ادارتها من طرف برلمان جنوب افريقيا. وبعد تخرجه من الجامعة بدأ بوهلر حياته المهنية في شركة Battery Ventures، المتخصصة في البرمجيات والتقنيات الناشئة، قبل أن يكون شريكًا تشغيليًا في شركة Francisco Partners، العالمية للأسهم الخاصة، اضافة الى تكنولوجيا وخدمات الرعاية الصحية. وبد مدة قصيرة تمكن بوهلر تولي منصب رئيس شركة Avalon Health Solutions ، الرائدة في تقديم خدمات إدارة الفوائد المخبرية، قبل أن يؤسس شركة Accumen ، المتخصصة في خدمات إدارة المختبرات للأنظمة الصحية. وقبل انضمامه إلى مجموعة CMS، عمل كذلك آدم سيث بوهلر كمدير مؤسس لشركة Landmark Health، التي تعد أكبر مزود للرعاية الطبية المنزلية في الولايت المتحدة الأمريكية. وفي أبريل 2018 تم تعيين آدم مديرًا لمركز ابتكار الرعاية الطبية والرعاية الطبية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولايات المتحدة (HHS)، وذلك بالموازاة مع عمله كمستشار أول للتحول القائم على القيمة إلى السكرتير أليكس عازار ومدير مراكز الرعاية الطبية والخدمات الطبية (CMS). وفي 10 يوليو من سنة 2019 ، اختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب آدم بوهلر لتولي منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية المنشأة حديثًا، وهي وكالة حكومية تم إنشاؤها من خلال قانون الاستخدام الأفضل للاستثمارات المؤدية إلى التنمية (BUILD)، بعد دمج قانون البناء بين مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار (OPIC) وهيئة ائتمان التنمية (DCA) للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) في كيان واحد، مع زيادة سقف الاستثمار بأكثر من الضعف إلى 60 مليار دولار، مع تعبئة رأس المال الخاصن بعدما أجمع على ذلك مجلس الشيوخ الأمريكي في 26 شتنبر من سنة 2019. وقام الرئيس دونالد ترامب فبراير الماضي، بتعيين آدم بوهلر ليتولى منصب الرئيس التنفيذي لـ’إزدهار أفريقيا‘، التي تم الإعلان عنها في 2018، وهي مبادرة تقودها الحكومة الأمريكية تهدف اساسا إلى زيادة التجارة والاستثمار المتبادلين إلى حد كبير بين الولايات المتحدة وأفريقيا. وكان آدم ضمن الوفد الأمريكي- الاسرائيلي الذي حل يوم أمس الثلاثاء 22 دجنبر الحالي، يالعاصمة المغربية الرباط، حيث كشف عن عزمه توسيع مجال الاستثمارات الأمريكية في المغرب وتعزيزها، وذلك بقيمة مالية تصل إلى 5 مليارات دولار من الاستثمارات في المغرب والمنطقة. وتشمل هذه الاستثمارات الضخمة، عزم المؤسسة، افتتاح مكتب مبادرة “أفريقيا المزدهرة” (Prosper Africa)، بهدف تعزيز الاستثمار الأميركي في أفريقيا، وستخصص الولايات المتحدة دعم 1 مليار دولار في صفقات تجارية واستثمارية ثنائية جديدة بين البلدين، وكذلك باقي دول شمال إفريقيا، على مدى السنوات الأربع المقبلة. وسيتم توقيع مذكرة تفاهم بين الحكومة المغربية و”مؤسسة التنمية” لاستثمار 3 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة لمشاريع في المغرب وفي استثمارات مشتركة مع شركاء مغاربة لمشاريع في إفريقيا جنوب الصحراء. كما تعتزم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تعيين المغرب كمحور إقليمي لشمال إفريقيا لبرنامج التجارة والاستثمار الجديد على مستوى القارة الإفريقيا، وسيتم، أيضا، إطلاق مبادرة (مينا 2X ) للمساعدة على تحفيز مشاريع، من شأنها أن تعزز التمكين الاقتصادي للمرأة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ويأتي هذا الإعلان، في الوقت الذي شارك فيه بوهلر، الذي تم اختياره ليكون الرئيس التنفيذي لـ(Prosper Africa) في بداية سنة 2020، في أوّل رحلة طيران مباشرة بين الرباط وتل أبيب، بقيادة وفد أمريكي. وفي هذا السياق صرح بوهلر: أن قيادة المغرب في القارة إلى جانب اقتصادها النشط والمتنامي تجعل من البلاد قاعدة مثالية لـ (Prosper Africa)، بالإضافة إلى خلق فرص ضخمة للاستثمار”، مضيفا،”نحن نقدر بشدة علاقتنا القوية مع المغرب ونتطلع إلى تعميق هذه الشراكة”. وستعمل هذه التطورات الجديدة على تعزيز أهداف مبادرة ” أفريقيا المزدهرة” التي أطلقتها إدارة ترامب من خلال زيادة التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة والمغرب، بالإضافة إلى دول أخرى في شمال إفريقيا. ومن خلال مبادرة “أفريقيا المزدهرة”، تلتزم حكومة الولايات المتحدة بمساعدة الشركات الأمريكية والمستثمرين في الوصول إلى أسواق بشمال إفريقيا ودعم الشركات الآخرى في الوصول إلى فرص جديدة في الولايات المتحدة. وفي بداية سنة 2021، ستؤسس مبادرة “أفريقيا المزدهرة” مكتبًا إقليميًا في المغرب، هو الأول في شمال إفريقيا، بحيث سيعمل على الاستفادة من الخبرات من 17 وكالة حكومية أمريكية وجلب موارد جديدة وموظفين وتعزيز التجارة والاستثمار والتنمية الاقتصادية. كما رحبت مؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية بالعروض المقدمة من القطاع الخاص للاستثمار في المغرب، في مجالات الطاقة والزراعة والرعاية الصحية، وتوسيع الوصول إلى التمويل، وسيكون المغرب بمثابة مركز إقليمي لمبادرة “أفريقيا المزدهرة” للتجارة والاستثمار على مستوى القارة. يشار إلى أن شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية (DFC)، هي مؤسسة تمويل التنمية تابعة للحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة، وهي مسؤولة بشكل أساسي عن توفير وتسهيل تمويل مشاريع التنمية الخاصة في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وتم الترخيص لأول مرة في 5 أكتوبر 2018، تم تشكيل الوكالة المستقلة في 20 دجنبر 2019 من خلال دمج مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار (OPIC) مع هيئة ائتمان التنمية التابعة للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وكذلك مع العديد من المكاتب والصناديق الأصغر. بالإضافة إلى تعزيز عمليات المساعدة الإنمائية الخارجية الأمريكية، مُنِح شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية أيضًا سلطة إقراض موسعة؛ تبلغ قدرتها الإقراضية الإجمالية 60 مليار دولار وهي أكثر من ضعف قدرة المؤسسات السابقة. وتُستخدم القدرة الإقراضية لـشركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية لتقديم القروض وضمانات القروض والتأمين لمشاريع التنمية في البلدان منخفضة الدخل التي تقوم بها الشركات الأمريكية. كما هو الحال مع مؤسسة الاستثمار الخاص لما وراء البحار، فإن شركة تمويل التنمية الدولية الأمريكية يمول ذاتيًا في الغالب من خلال الرسوم والفوائد المحصلة خلال عملياته العادية. تعرف على صاحب الجوارب الحمراء الذي كان ضمن الوفد الأمريكي الإسرائيلي Maroc News | .
Comments 0