هجا حكيم الوردي، نائب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، وعضو نادي قضاة المغرب، النقيب عبد الرحيم الجامعي، بسبب مقال الأخير حول لحسن الطلفي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بالدارالبيضاء، الذي رفع حكم الصحافي توفيق بوعشرين إلى 15 سنة. وقال الوردي: « رحم الله زمن النقباء الكبار، أولئك الذين شيدوا للمحاماة مجدها التليد، بعقيدة مهنية صارمة، وثقافة قانونية موسوعية، ونزاهة فكرية مشهودة تجعل الاختلاف معهم رحمة تقوي مناعة الأمة. فأن تكون نقيبا للمحامين فذلك غاية المجد المهني الذي بقدر ما يرفعك بين زملائك بقدر ما يطوقك بأمانة واجب الحفاظ على وقار البذلة وهيبتها المكتسبة من وجوب فرض رقابة ذاتية على القلم واللسان حتى لا تزل بقدمهما شهوة حب الظهور نحو مهاوي الشعبوية المقيتة، والديماغوجية البئيسة ». وأضاف: » النقيب الأستاذ عبد الرحيم الجامعي توقف زمنه النفسي عند سنوات السبعينات ولم يتمكن لعوائق ذاتية وبنيوية عميقة من الانعتاق من كهف أفلاطون حيث المرء لا يرى الأشياء الحقيقية بل يرى ظلالها المتحركة ويظن بها حقائق ». وأفاد أن « السيد النقيب الجامعي غالبا ما يكرر نفسه بذات الشعارات المنقوعة بأسلوب انفعالي، وثوقي، منغلق على قناعاته الخاصة، يمتح من قاموس ماضوي جامد خارج إيقاع الزمن المغربي المتحرك، فضلا عن عشق غير صوفي لممارسة الأستاذية على الجميع أفرادا ومؤسسات بوهم امتلاك ناصية الخطاب الحقوقي الممانع، وشرعية التخندق التاريخي في صفوف المعارضة الملتحفة بالسواد ». وأوضح الوردي أن ردّه وانتقاده للنقيب الجامعي، جاء بسبب « ما اجترحه السيد النقيب الجامعي في حق الأستاذ لحسن الطلفي، رئيس غرفة الجنايات الاستئنافية بالدارالبيضاء، قيدوم قيادمة قضاة المادة الجنائية في المملكة، الزاهد الناسك المتعبد في محراب العدالة، العدل، الثقة، الورع، الوافر علما، وعملا ونزاهة وحيادا ونأيا عن الشبهات وخوارم المروءة. القاضي النقي، التقي الذي أمضى أكثر من أربعين سنة في تصريف العدالة الزجرية ولا يملك من حطام الدنيا شيء، والذي لم يتجرأ أحد يوما على نعته بسوء. وحتى الذين يختلفون معه، يشهدون له بالنزاهة، والدقة، والطاقة البدنية والذهنية الفائقة التي تمنحه القدرة على الصمود في جلسات ممتدة لساعات طوال، من الاثنين إلى الجمعة، بدون كلل أو ملل ». واعتبر المتحدث أن ماصدر عن الجامعي في تعليقه على الحكم الاستئنافي الصادر في حق الصحافي بوعشرين: « خطير ولا يليق صدوره عن نقيب رفيع المقام، ولكن لأنه يؤسس لنظرية دور البيلوجيا في انتقاد الأحكام، وتصفية الحساب مع القاضي حتى ولو لم تكن عضوا في هيئة دفاع القضية، بل وحتى ولو لم تطلع على ما في الملف من أدلة ومستندات، وما أفضى به الأطراف والشهود من أقوال وتصريحات. ولا ما اتكأت عليه الأحكام من علل وحيثيثات. علما أن القاضي والمحامي مثل العسل النافع كلما امتد بهما الزمن كلما كانت أحكامهما ومرافعتهما، دواء ناجعا للأسقام المستعصية ». وأردف: « الإشكال اليوم كما تعكسه رسائل الخسران التي ما فتيء يوجهها السيد النقيب الأستاذ عبد الرحيم الجامعي أنها تشرعن لمنحى جديد متنام في التمرد على سلطة القانون كما تجسدها الأحكام الصادرة عن قضاء مستقل. تمردا شعاره التيئيس والتبخيس، والضرب بعشوائية وشعبوية في مختلف الهيئات والأشخاص والمؤسسات عن سابق حقد ». وتابع في السياق نفسه: « لا نملك غير أن نلتمس للزميل الأعذار فللسن أحكامه، ولذهنية جيل النكبة ترسبات قاعدية من سوء الظنون وكثرة التوجسات والإحباط من ضياع الفرص، وتراكم الانتكاسات أمام شح الموارد والمكافئات، وغربة الصوت النشاز وسط تزايد أوهام الذات عن قداستها، فلا نملك إزاء كل هذا الضجيج غير التأمل في صدق مقولة طوم ويلسون Thomas Wilson: L’âge ne fait pas la sagesse. mais pour être sage, il faut l’expérience de l’âge ». الوردي يهجو النقيب الجامعي بقسوة بسبب « بوعشرين » Maroc News | .
Comments 0