أوصى رؤساء الجامعات المغربية بتدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية، وتحديدا الفرنسية، على أن يتم الإعداد لتدريس تلك المواد باللغة الإنجليزية مستقبلا، داعين إلى تعزيز تدريس اللغات الأجنبية، وإعطائها الأولوية منذ التعليم الابتدائي، بغية تمكين الشباب من اللغات الأجنبية إلى جانب اللغة العربية والأمازيغية وتكريس التعدد اللغوي المنشود لتحسين التعلمات والإندماج المهني فيما بعد ». وجاءت هذه التوصية حسب البلاغ الصادر عن ندوة رؤساء الجامعات، التي تضم مجموع الجامعات المغربية، من خلال ملاحظة رؤسائها « أن التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بالمدرسة العمومية حاليا، يعيشون شرخا حقيقيا بين الثانوي والجامعة، بالنظر لكونهم تلقوا المواد العلمية باللغة العربية خلال السلكين االبتدائي والثانوي، في حين تدرس هذه المواد بالجامعة باللغة الفرنسية. وشدد البلاغ ، على « أن هذا الشرخ اللغوي أنتج شرخا اجتماعيا مس بالأساس الفئات الهشة، أما الفئات المحظوظة فتتجه مبكرا نحو المدارس الخاصة التي تقدم في الغالب تعليمها باللغة الفرنسية أو بالأحرى باللغة الإنجليزية، أو على الأقل التحكم في اللغات الأجنبية. » مشيرا إلى « أن واقع اليوم يحثنا وبكل مسؤولية، على التأكيد على إرساء تعلم المواد العلمية باللغات الأجنبية في كل مستويات التعليم الابتدائي والثانوي لتحقيق العدالة الاجتماعية. ونتج عن هذا الشرخ « استياء الحاصلين على الباكالوريا من المواد العلمية، حيث يسجل زهاء 21 في المائة بالشعب العلمية بالجامعة، في حين أن حوالي 30 في المائة من الحاصلين على الباكالوريا العلمية يلتجئون إلى شعب أخرى بسبب عدم التمكن من لغة التدريس في التعليم العالي، بل إن أولئك الذين يختارون الشعب العلمية، يجدون صعوبة بالغة دوما في تحصيل شهادتهم في الآجال المعقولة، وبلوغ درجة التميز التي تخول الإشهاد بالكفاءة العلمية » وفق ما يقوله البلاغ. وأوضحت ندوة رؤساء الجامعات على أن قرارها الإسهام برأيهابخصوص مسألة لغات تدريس المواد العلمية في الابتدائي والثانوي. جاء من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية ودورها في تكوين أجيال المستقبل. مؤكدة في السياق ذاته « على تعلقها بالقيم الوطنية والثقافية واللغوية، وكذا اللغتين الرسميتين، العربية والأمازيغية ، تنبه على أن العلم والتكنولوجيا والمعرفة تنتج باللغات األجنبية، وخاصة اإلنجليزية والفرنسية. وعليه، يضيف البلاغ، فمن غير الممكن في الوضعية الراهنة التحكم في المعلوميات والرقمنة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات المرتبطة بالطيران والسيارات والطاقات، دون التمكن من هذه اللغات. وبالتالي فإنه من واجبنا تهييئ الأجيال المقبلة لمواجهة التطور السريع للمهن، حيث إن 80 في المائة منها ستتغير في المستقبل القريب ». رؤساء الجامعات المغربية: « تلاميذ المخزن » يعانون شرخا حقيقيا Maroc News | .
Comments 0