تسابق الجزائر الزمن قبل انعقاد مجلس الامن لمناقشة تقرير الامين للامم المتحدة حول الصحراء، مع قرب حلول شهر أبريل، في إطار مقاربتها الاستباقية، للتشويش على ملف الصحراء المغربية. وقال محمد الزهراوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض، في تصريح خص به « فبراير »، إن الجارة الشرقية هذه السنة، رفعت من حالة التأهب الى أقصى الدرجات، بحيث سجل أن هناك استنفارا وتعبئة شاملة، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات وعلامات استفهام يمكن اختزالها في فرضيتين اثنتين »: وبخصوص الفرضية الاولى، قال الزهراوي أن » الجزائر ربما تلعب الشوط الأخير وتصارع من أجل اعادة ضبط ايقاع الصراع وفق أجندتها، وتحاول تفادي انفلات أو انفجار مرتقب داخل مخيمات تندوف، لذلك، فهي تسعى الى توظيف وإخراج كافة الاوراق وتعبئة كافة الاوساط والمؤسسات الموازية ». وسجل أستاذ العلوم السايسية بخصوص الفرضية الثانية، أن » الجزائر تحاول أن تستغل « حالة الفوضى » الناجمة عن التقاطبات الحادة بين القوى العالمية، بغية توظيف والاستفادة من المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية الراهنة لتحقيق بعض المكاسب وإعادة طرح النزاع على المستوى الدولي، وفق تصور يخدم اطروحة الانفصال ». وأوضح المتحدث نفسه أنه « وبغض النظر عن حقيقة الخلفيات التي تدفع الجزائر الى اعلان حالة الاستنفار، فان المؤشرات التي ظهرت على الساحة، تؤكد وجود إستراتيجية متعددة المستويات والجبهات ». هذه الاستراتيجية متعدد المستويات والجبهات أجملها الزهراوي في ثلاثة مستويات، المستوى الاول، حسب نفس المتحدث، هو المستوى التعبوي، خاصة على المستوى الدولي، بحيث انطلقت اليوم الجمعة بالجزائر العاصمة أشغال، الندوة الدولية السادسة حول ما تسميه “حق الشعوب في المقاومة: حالة « الشعب الصحراوي”، بمشاركة 100 أجنبي يمثلون 53 دولة بحسب وكالات الاعلام التابعة للجزائر والبوليساريو ». والمستوى الثاني هو « المستوى الميداني، حيث أقدمت عناصر من جبهة البوليساريو بايعاز من الجزائر على إنزال عتاد عسكري، بعدما قام مسلحون تابعون لها باقتحام المنطقة العازلة قرب المحبس، وتشييد عديد من الخيام، كما قامت البوليساريو، خلال الأسابيع الماضية بنقل مقر قيادة ميليشياتها إلى منطقة « بئر لحلو »، وإعلانها العزم على « إعمار المنطقة العازلة والتمركز فيها بشكل دائم ». -وبخصوص المستوى الثالث والأخير هو « المستوى الإعلامي، ويرتبط هذا المستوى بالحرب النفسية التي تخوضها الجزائر ضد المملكة من خلال التغطية الإعلامية المكثفة وعدد الأخبار والمقالات والقصاصات التي تنشر الأكاذيب والأخبار الزائفة، بحيث سارعت وسائل الإعلام التابعة للجزائر بالاحتفاء بمسودة تقرير الأمين بطريقة تعطي الانطباع بشكل احتيالي ومغلوط لساكنة المخيمات تندوف، بأن الانفصال بات أمرا وشيكا، وهي بذلك تحاول امتصاص حالة الغضب واليأس في أوساط صحراويو تندوف. » خلفيات الاستنفار الجزائري في الصحراء قبل انعقاد مجلس الامن Maroc News | .
Comments 0